
الحوثيون لايبحثون عن السلام
إن التفسير المنطقي لعدم حضور الحوثيون مشاورات جنيف هو عدم رغبة الميليشات في السلام وإبقاء الوضع على ما هو عليه ليستمر الصراع الدموي الذي لا يصب في مصالحهم، حيث إن معاركهم خاسرة أمام الجيش اليمني المدعوم بقوات التحالف العربي والمقاومة الجنوبية الباسلة.
منذ أن تولى المبعوث الأممي مارتن غريفيث مهمته من أجل إحلال السلام في اليمن راهن الكثيرين على الرجل، معتبرين أنه سوف يعمل بنوع من الحيادية بين جميع الأطراف.
وقام الرجل، منذ اللحظة الأولي، بجولات ولقاءات بجميع الأطراف، وجمع معلومات وتوصل لقناعات بني على أساسها الخطوات الأولى للحل.
وكانت هناك معلومات حول لقاءات غير معلنة لغريفيث تجمعه مع شخصيات غير رسمية من أطراف النزاع، إلى أن توصل إلى ضرورة البدء في جولة تمهيدية جديدة للمشاورات بين الأطراف عن قرب وفي مكان محايد، فكانت الدعوة لمشاورات جنيف، التي أخذ موافقة الأطراف المبدئية على الحضور وتحدد الموعد، وغادر وفد حكومة الرئيس هادي نظرا لسهولة تحركة.
أما بالنسبة لوفد أنصار الله "الحوثيين" المكون من 12 فرد، ونظرا لمقدمات غير مطمئنة طلب تأمين رحلته عبر إحدى الدول غير المشاركة في الحرب مثل سلطنة عمان أو الصين أو روسيا ولم يمانع حتى في أن تؤمن الكويت تلك الرحلة، لكن تم ترجمة تلك المطالب بأنها شروط وتعنت، وأعلن وفد حكومة عدن أن "الحوثيين" لا يريدون السلام بعد أن قرر وفد صنعاء عدم السفر لعدم توفر شروط الأمان للوفد ودعوا إلى مشاورات في صنعاء.
إن تجاوب وفد الحكومة اليمنية بحضوره إلى جنيف دليل واضح على رغبته في تسوية الأزمة وفقا لمسوغات السلام المطروحة، غير أن تخلف الحوثيين أدى إلى إفشالها كسائر المساعي السابقة التي فشلت في التوصل الى حل سلمي قاطع.
عبث ميليشيا الحوثي الإيرانية لن يتوقف إلا بحسم المعركة نهائيآ كما حدث في المناطق الجنوبية عندما وقفوا وقفة واحدة وتوحد الصف ضدهم واخراجهم من جميع المحافظات. لانه لاتوجد ضغوط ومواقف جادة من المجتمع الدولي ومؤسساته ضد مليشيا الحوثي .
مع ذلك فان مليشيا الحوثي تقوم بالاتفاق مع الأجندة الإيرانية الرامية لإثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة، ولهذا نرى الحوثيين يضيعون الفرصة التي انتظرها العالم بعد صبر وجهد طويل.

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها