
العمل المدني طريقنا إلى الخلاص
في زمن البندقية، والمدرعة، والكلاشنكوف أصبح العمل المدني ضربا من المستحيل، بل ان هناك من لم يعد يصدق، او يؤمن، بان العمل المدني يمكن ان يحدث اي تأثير في مجتمع أصبح مدجج بالسلاح، والعنف، بما فيهم أطفالنا أمل الغد، الذين أصبحوا يتأثرون سلبا بما يحدث من حولهم، وما تضخه إليهم شاشات الفضائيات.
لليائسين، والمحبطين، اقول: الم تكن ثوراتنا ضد الظلم، والاستبداد، منذ 2007 وما بعدها مرورا ب2011 ثورات مدنية، سلمية، قمة في التضحية، والأخلاق، والبذل، الم تستطع تلك الصدور العارية، والدماء الزكية، ان تسقط الاستبداد، والاستعمار الداخلي، الذي جثم على صدورنا لعقدين، او ثلاثة ونيف، الم يشهد لنا العالم بان ما حدث في بلدنا أشبة بمعجزة سماوية..بلد مدجج بالسلاح، ولديه موروث ثقافي، مثقل بالصراع، والعنف، والحروب، ينتفض سلميا، ومدنيا، مطالبا بحقوقه المسلوبة، ومنذ الانطلاقة الأولى في ساحة العروض بالعاصمة عدن قبل 11 عام والي اليوم تحقق الكثير لليمنيين، جنوبا، وشمالا..فلا داعي لليأس، والقنوط اذن، من العمل المدني، فهو طريقنا الأسلم لاستعادة المبادرة، ودفة التغيير، واستكمال الأهداف.
وهذا لايعني التخلي عن السلاح في مواجهة المخاطر،وانما علينا ان ندرك ان مشروعنا الأول، هو سلمي، ومدني،قابل للازدهار، والتأثير، وعلينا ان نرسخه، وندافع عنه، ونحميه، بالطرق المناسبة.
وما حدث منذ مارس 2015 هو بمثابة ثورة مضادة ضد المشروع السلمي، والمدني، ناهيك عن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها النخب السياسية اليمنية، التي جات بعد ثورة فبراير، وما تزال في خانة الضعف، والعجز حتى الان، وما نلمسه اليوم من مظاهر سلبية في المناطق المحررة، هو من مؤثرات الثورة المضادة، التي ما تزال لديها أيادي، وأدوات، تعبث، وتعمل لتشويه المقاصد النبيلة لتضحيات الجماهير، فضلا عن غياب الرؤية الوطنية، والعملية، لدى جميع القوى المؤثرة في المشهد، او ان هناك قصور كبير ينتابها، لكن هذا لايعني الاستكانة، والاستسلام، فالمجتمع المدني عليه ان يقوم بدوره في التوعية، وتقريب وجهات النظر، وتشكيل حلقات تواصل مع الجهات المعنية، بروح وطنية، منفتحة على الجميع، وحشد طاقات النخب، والمثقفين، والشباب، للتغلب على الواقع الصعب، وإنتاج الأفكار الملهمة، والمؤثرة، دون التأثر بالمثبطات، والاحباطات، والتصنيفات التي يلقيها بعض العاجزين، والفاشلين، المسكونين بثقافة الإقصاء والاستسلام، والتآمر.
كل هذا المخاض الطويل، لابد ان يفضي في الأخير إلى مولود كامل، ومكتمل، في الصورة التي تلبي تطلعات الجميع، في الحرية، والعدالة والمواطنة،والعيش الكريم، والتعايش، والأمن والاستقرار، والبناء.
رغم الالم..يبقى الأمل موجود وعريض..والله يقف إلى صف المؤمنين..فكونوا مؤمنين بالهدف،والوسيلة، والقضية، والمستقبل المشرق.
وبالعمل المدني، والفكري، والثقافي، نستطيع ان نؤثر، ونحدث الفارق.

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها